لنستمتع بـ “الطفل الداخلي ” إعداد وتقديم الكاتب/ محمد زين
لنستمتع بـ “الطفل الداخلي ”
إعداد وتقديم الكاتب/ محمد زين
كل واحد فينا عنده طفل داخلي، هو الجزء البريء والعفوي والتلقائي فينا. الطفل الداخلي هو اللي بيمثل مشاعرنا ورغباتنا واحتياجاتنا في الطفولة.
يمكن للوعي بالطفل في داخلك أن يساعدك على العودة بذاكرتك إلى أوقات أكثر إشراقًا وارتياحًا من ماضيك. حيث تشرح الباحثة في علم النفس، الدكتورة ديانا راب قائلة في هذا الشأن: “البقاء على اتصال مع ملذّات وأفراح الطفل قد يكون طريقة رائعة للتعامل مع تحدّيات الحاضر، ومصاعب الحياة التي تواجهك في الوقت الحالّي.”
جرح الطفل الداخلي
لكن… لم يحظَ الجميع بطفولة سعيدة، وقد لا يكون في وسع الكلّ أن يربط أيّام الطفولة بالمرح والبراءة والمتعة. في حال كنت قد مررت بصدمة نفسية، هجر، أو أيّ نوع من الألم العاطفي خلال الطفولة، سيكون طفلك الداخي ضعيفًا، هشًّا وبحاجة للحماية، وللشفاء والتعافي أيضًا.
لربّما دفنت هذا الألم عميقًا في داخلك لتخفيه وتحمي نفسك، نفسك الحالية في الحاضر، وكذلك الطفل الذي كنته قبل سنوات.
وعلى الرغم من أنّ دفن الألم قد يبدو حلاًّ ناجعًا، لكنه لن يشفيك، وغالبًا ما يعاود ألم الماضي الظهور ويتجّلى في حياتك كشخص بالغ، هذه المرة بصورة أقوى، فيسبّب لك الفوضى في علاقاتك الشخصية، في التعامل مع نفسك وتلبية احتياجاتك وغيرها الكثير. وهنا تظهر الحاجة إلى التعافي وشفاء الطفل الداخلي لتتمكّن من عيش حياة أكثر سلامًا وتناغمًا.
ما هي أسباب جرح الطفل الداخلي أو الـ Childhood Trauma؟
قد تكون أسباب جرح الطفل الداخلي عديدة ومتغيرة من شخص لآخر
ولكن على ثبيل المثال نجد:
- وفاة أحد الوالدين.
- أو وفاة شخص عزيز مقرّب من الطفل.
- انفصال الوالدين.
- الصراخ والتوتر الدائم بين الوالدين.
- إصابة أحد الوالدين بمرض خطير جسدي أو نفسي.
- إدمان أحد الوالدين للمخدرات أو الكحوليات.
- العنف الأسري المباشر مع الطفل.
- التعرّض للحوادث الخطيرة.
- التعرض للاختطاف أو الاستغلال الجنسي أو الاعتداء الجنسي بدرجاته المختلفة.
عندنا نرى كلمة Trauma، قد يخطر ببال البعض أن جرح الطفل الداخلي ينجم عن الأحداث المؤلمة والصدمات النفسية المحزنة كتلك المذكورة سابقًا.
أجل هذا صحيح، مثل هذه الأحداث تتسبّب بصدمة للطفل، وتتحوّل هذه الصدمة إن لم تُعالج إلى جرح طفل داخلي يبقى موجودًا حتى مراحل الشباب وسنّ الرشد. لكنّ صدمات الطفولة قد تكون أمورًا أبسط من ذلك أيضًا، أمورًا قد يراها البعض اعتيادية، وربّما مرّ بها كثيرون منّا خلال طفولتهم، وتركت فينا آثارها دون أن ندرك ذلك، نذكر منها:
- تجاهل الطفل وعدم الاستماع إلى رغباته واحتياجاته.
- الرحيل والانتقال إلى مكان جديد بشكل مفاجئ.
- تحميل الطفل مسؤوليات أكبر منه (مسؤولية الاعتناء باخوته الأصغر منه مثلا).
- المقارنة الدائمة بين الطفل وأقرانه.
- الاستخفاف بمشاعر الطفل والتقليل منها.
علاج الطفل الداخلي
إن كنت تشعر بأنّ حياتك في الحاضر صعبة، إن كنت تعاني من تدني تقدير الذات، أو تجد صعوبة في التعبير عن مشاعرك، فمن المحتمل أنّك لا تزال تحمل بعضًا من جراح الطفولة، ومن المهمّ أن تبدأ بالعمل للتعرف عليها ومعالجتها.
لو كان الطفل الداخلي بتاعنا مر بتجارب مؤلمة في الطفولة، زي الإساءة أو الإهمال أو الرفض، ممكن يبقى ضعيف وهش وحساس. في الحالة دي، الطفل الداخلي يحتاج للعلاج لكي يقدر يتطور. وعلشان كده
يمكننا أن نقول بأننا من الممكن ان نشفي الطفل الداخلي من خلال أربع خطوات:
١- اكتشاف الذات الحقيقية والتدرب على أن نكون هذه الذات الحقيقية.
٢- تحديد حاجاتنا الروحية والعاطفية والنفسية والجسدية، والتدرب على تلبية هذه الحاجات بمساعدة أشخاص نثق بهمً.
٣- تحديد الخيارات أو الصدمات النفسية وعيش هذه الصدمات من جديد والحداد والتألم على صدماتنا النفسية أو خساراتنا التي لم يتم التألم عليها بوجود أشخاص نثق بهم.
٤- تحديد المشاكل النفسية الجوهرية والعمل عليها، فهناك على الأقل ١٤ مشكلة جوهرية يمكننا العمل على معالجتها في عملية الشفاء الداخلي.
منها ثمانية وصفها الأطباء هذه المشاكل النفسية هي:
- التحكم، والسيطرة
- اهتزاز الثقة بالنفس وبالآخرين،
- اضطراب المشاعر،
- الافراط في تحمل المسؤولية،
- تجاهل حاجتنا الخاصة،
- التفكير بطريقة ” كل شيء أو لاشيء”،
- تحمل التصرفات غير المناسبة
- وقلة احترام الذات..
ويضيف مؤلف كتاب “أنقذوا الطفل الداخلي” إلى هذه المشاكل:
- مشكلة أن تكون على حقيقتك،
- الحاجة المستمرة إلى الحداد على خسارتنا التي لم نتألم عليها،
- الخوف من الهجر،
- الصعوبة في حل الصراعات الداخلية،
- والصعوبة في منح الحب وتلقيه،
أهم النصائح لعلاج الطفل الداخلي:
علاج الطفل الداخلي مش حاجة سهلة، لكن هي رحلة مهمة جدًا عشان نقدر نعيش حياة أكثر سعادة وسلام.
- اعترف بوجود الطفل الداخلي.
أول خطوة لازم تعملها هي انك تدرك إن عندك طفل داخلي. عارف إن ده كلام غريب، لكن الطفل الداخلي موجود بالفعل، حتى لو كنت مش عارف إنك بتحس بيه.
عشان تقدر تتواصل مع الطفل الداخلي بتاعك، ابدأ بالتفكير في بعض الذكريات المهمة من طفولتك. أكتب على ورقة أهم التجارب التي مررت بها في الطفولة.
هتلاقي إن بعض التجارب كانت إيجابية، والبعض الآخر منها تسبّب لك في الألم والحزن. وده الألم اللي لازم تتعامل معاه عشان تقدر تشفي الطفل الداخلي بتاعك.
- استمع لما يقولك الطفل الداخلي
بعد ما اتعرفت على الطفل الداخلي بتاعك، حان الوقت عشان تسمع له. الطفل الداخلي بيتكلم عن طريق مشاعرك. لما تشعر بمشاعر قوية من عدم الارتياح أو الألم، حاول تفهم ايه السبب. هل ده بسبب مواقف بتمر بيها في الوقت الحالي، ولا ده بسبب تجارب مؤلمة مررت بها في الطفولة؟
لما تفهم السبب، حاول تتعامل مع المشاعر دي بطريقة صحية. متكتمش عليها، ومتحاولش تهرب منها.
- مارس تمارين التأمل.
التأمل هو طريقة رائعة عشان تتواصل مع نفسك الداخلية. لما تمارس التأمل، هتقدر تلاحظ المشاعر اللي بتحس بيها، و الأفكار التي تخطر في بالك. من خلال التأمل، هتقدر تفهم أكتر احتياجات الطفل الداخلي بتاعك، وايه اللي بيحتاجه عشان يشفى.
- اكتب رسالة إلى الطفل الداخلي.
كتابة رسالة إلى الطفل الداخلي هي طريقة رائعة عشان تعبر عن حبك ودعمّك ليه. في الرسالة، اكتب عن الذكريات اللي مرت عليك، والمشاعر اللي حسيتها. طمّن الطفل الداخلي إنك مش هتنساه، وإنك هتكون موجود عشان تدعمّه.
- اكتب مذكراتك من وجهة نظر الطفل الداخلي.
كتابة المذكرات هي طريقة رائعة عشان تعبر عن مشاعرك وأفكارك. لما تكتب المذكرات من وجهة نظر الطفل الداخلي، هتقدر تفهم أكتر ايه اللي مر بيه الطفل الداخلي بتاعك، وايه اللي بيحتاجه عشان يشفى.
- أعِد إحياء ملذّات وأفراح الطفولة.
من المهم جدًا إنك تحافظ على جزء من طفولتك فيك. ارجع شوف الحاجات اللي كنت بتحب تعملها في الطفولة، زي اللعب أو الرسم أو القراءة أو الاستماع للأغاني. ممارسة هذه الأنشطة هتساعدك على استعادة شعورك بالسعادة والطفولة.
- اطلب المساعدة من معالج نفسي.
لو كنت بتعاني من صعوبة في التعامل مع الطفل الداخلي بتاعك، ممكن تفكر في طلب المساعدة من معالج نفسي. المعالج النفسي هيساعدك على فهم مشاعرك واحتياجاتك، وايه اللي ممكن تعمله عشان تشفي الطفل الداخلي بتاعك.
- كن صبوراً.
شفاء الطفل الداخلي مش رحلة سهلة، لكنها رحلة مهمة جدًا. كن صبوراً مع نفسك، وتعامل مع نفسك بلطف وحب. مع الوقت والصبر، هتقدر تشفي الطفل الداخلي بتاعك وتبدأ تعيش حياة أكثر سعادة وسلام.
تمارين عملية
من منهجية الكتابة العلاجية
- جواب بين صديقين (الخطابات)
- جواب اعتذار (الخطابات)
- جواب عن ذكرياتنا المشتركة (الخطابات)
- قصة قصيرة (السرد القصصي)
- حكاية طفل (السرد القصصي)
- ذكرياتنا مع ……. (السرد القصصي)
- وصف الطفل الداخلي (السرد الحر)
- لماذا أحب …….. (السرد الحر)
- لماذا لا أحب …….. (السرد الحر)
ثم تمرين دردشة من أجل التعارف مع طفلك الداخلي.
ثم إختبار المدى الحالي لسلامة طفلك الداخلي.
قد يعجبك أيضا
ملخص كتاب “أنقذوا الطفل في داخلكم ”
الجلسة الثانية .. في علاج الطفل الداخلي (2 من 4) – نادي الكتابة العلاجية